أسماء المغتالين من الأشراف وأسماء من قتل من الشعراء - ضمن نوادر المخطوطات
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
تصانيف
وسمع المسلمون أصواتًا بالليل فهالتهم، فقال [العلاء: من يأتينا بخبر القوم؟
فقال عبد الله بن حذف (^١)]: أنا (^٢) آتيكم بالخبر. ونزل من الحصن فأخذوه فسألوه، فانتسب لهم وجعل ينادي يا أبجراه (^٣)! وكان في القوم، فجاء أبجر فعرفه (^٤) فقال:
ويلك، ما شأنك؟ أظنك بئس ابن أخت القوم الليلة لأخوالك! قال: فقد هلكت من الجوع. فأطعمه وسقاه وحمله على بعير (^٥) وخلى سبيله، فرجع ابن حذف إلى أصحابه فأخبرهم أن القوم سكارى. فبيتهم العلاء فيمن معه من المسلمين من العرب والعجم، فقتلوهم قتلًا ذريعًا وانهزموا، وقام الحطم (^٦) إلى فرسه ليركبه فلما وضع رجله في الركاب انقطع سير ركابه فقال: ألا أحد من قيس يعقلني؟
فمر به رجل من المسلمين وهو يستغيث فقال: أبو ضبيعة؟ قال: نعم. قال: أعطني رجلك أعقلك. فلما أعطاه رجله أخذها، ثم ضربه بالسيف حتى قتله.
وقال قيس بن عاصم السعدي (^٧):
_________
(^١) التكملة من الطبري ٣: ٢٥٨ والأغانى ١٤: ٤٦.
(^٢) في النسختين: «أما»، والتصحيح من الطبري والأغانى.
(^٣) ا: «بجراه» وصححه الشنقيطي مطابقا ما في الطبري والأغانى.
(^٤) ا: «بجر»، صوابه في نسخة الشنقيطي. وهو أبحر بن بجير.
(^٥) في النسختين: «بغلين»، صوابه في الطبري والأغانى.
(^٦) في النسختين: «الحكم». وانظر ما سبق في الحاشية ٢ من الصفحة السابقة.
(^٧) كذا. وفي الكلام تحريف ونقص. وعند الطبري ٣: ٢٦٠: «ولما رجع العلاء إلى البحرين وضرب الإسلام فيها بجرانه وعز الإسلام وأهله، وذل الشرك وأهله، أقبل الذين في قلوبهم ما فيها على الإرجاف، فأرجف مرجفون وقالوا: هذاك مفروق قد جمع رهطه شيبان وتغلب والنمر. فقال لهم أقوام من المسلمين: إذن تشغلهم عنا اللهازم - واللهازم يومئذ قد استجمع أمرهم على نصر العلاء وطابقوا - وقال عبد اللّه بن حذف في ذلك:
لا توعدونا بمفروق وأسرته … إن يأتنا يلق فينا سنة الحطم
وإن ذا الحي من بكر وإن كثروا … لأمة داخلون النار في أمم
فالنخل ظاهره خيل وباطنه … خيل تكدس بالفتيان في النعم
»
2 / 154