أسماء المغتالين من الأشراف وأسماء من قتل من الشعراء - ضمن نوادر المخطوطات
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
تصانيف
إليها ويستولي على ملكها، وخالفهم قصير بن سعد بن عمرو بن جذيمة بن قيس ابن هليل بن دمى بن نمارة بن لخم (^١)، فقال: هذا رأي فاتر، وغدر حاضر.
فإن كانت صادقة فلتقبل إليك، وإلا فلا تمكنها (^٢) من نفسك فتقع في حبالها، وقد وترتها وقتلت أباها!
فلم يوافق جذيمة ما أشار به قصير وقال: أنت امرؤ رأيك في الكن لا في الضح. ومضى جذيمة في وجوه أصحابه فأخذ على شاطئ الفرات الغربي، فلما نزل الفرضة دعا قصيرًا فقال: ما الرأي؟ فقال: «ببقة تركت الرأي». قال: فما ظنك بالزباء؟ قال: «القول رداف، والحزم عثراته لا تخاف». واستقبله رسلها بالهدايا والألطاف. فقال: يا قصير، كيف ترى؟ قال: «خطر (^٣) يسير في خطب كبير»، وستلقاك الخيول، فإن سارت أمامك فالمرأة صادقة، وإن أخذت [جنبيك وأحاطت بك (^٤)] فالقوم غادرون بك.
فلقيته الخيول فأحاطت به حتى دخل على الزباء، فلما رأته كشفت عن فرجها فإذا هي مضفورة الإسب (^٥)، فقالت: يا جذيمة، أذات عروس ترى؟ قال (^٦):
بلغ المدى، وجف الثرى، وأمر غدر أرى! فقالت: والله ما بنا من عدم مواس، ولا قلة أواس، ولكنها شيمة ما أناس (^٧). ثم أجلسته على نطع،
(^١) في الأغانى: «بن هلال بن نمارة بن لخم» بإسقاط «دمى». وفي المقتضب ٨٠: «ربى». (^٢) هذا تصحيح الشنقيطي، ويوافق ما في الأغانى. وفي ا: «فلا تملكها». (^٣) كذا. والمعروف «خطب». (^٤) التكملة من الأغانى وابن الأثير والطبري ٢: ٣٣ ومجمع الأمثال. وموضعها بياض في النسختين. (^٥) الإسب، آخره باء: شعر الاست. نص عليه ابن الأثير ١: ١٩٩. (^٦) بين هذه الكلمة وتاليتها في الأغانى: «بل أرى متاع أمة لكعاء غير ذات خفر ثم قال». (^٧) وكذا عند بن الأثير ١: ١٩٩. وفي الأغانى والطبري: «شيمة من أناس».
2 / 114