الشيخ محمد بن عبد الوهاب المجدد المفترى عليه
الناشر
دار الفتح الشارقة
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٥هـ
سنة النشر
١٩٩٥م
مكان النشر
الإمارات العربية المتحدة
تصانيف
زيارته، إلا أنه لا تشد الرحال إلا لزيارة المسجد والصلاة فيه، وإذا قصد مع ذلك الزيارة فلا بأس، ومن أنفق نفيس أوقاته بالاشتغال بالصلاة ﵊ الواردة عنه، فقد فاز بسعادة الدارين، وكفى همه وغمه كما جاء في الحديث عنه. أ. هـ.
ونحن نتحدى القائلين بأن الصلاة على النبي ﷺ جهرا بعد الأذان لها أصل من الدين، أن يأتوا بدليل من الكتاب أو السنة الصحيحة أو الحسنة، فإن أتوا به فعلى الرأس والعين وإلا فكلامهم مردود عليهم، وكيف يستطيعون أن يأتوا بدليل والحال أن هذا الأمر محدث باتفاق المانعين والمحسنين لهذه البدعة، ولم ينتقل الرسول ﷺ إلى الرفيق الأعلى إلا وقد أكمل الله الدين، وأتم به النعمة على العالمين بقوله تعالى ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا﴾ .
فإذا كانت هذه البدعة وسائر المبتدعات حسنة، يتقرب بها العبد إلى الله ويثاب عليها، فلماذا لم يأمر بها الرسول ﷺ؟
تفنيد قول القائلين باستحباب الجهر بالصلاة على النبي بعد الأذان
فقد علم بالضرورة والتواتر أن المؤذنين في زمنه ﷺ وزمن خلفائه كانوا قادرين على الصلاة عليه بعد الأذان إعلانا، وإنه لا مانع يمنعهم منها إلا أن يكون شرعيا دينيا.
ويوقن العاقلون أن أبا بكر وعمر وعثمان وعلينا وغيرهم من الصحابة والتابعين والأئمة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل وابن المبارك والليث بن سعد والأوزاعي وغيرهم، أن هؤلاء لو كانوا يعرفون أن الصلاة على النبي ﷺ بطريقة اليوم بعد الأذان تقرب إلى الجنة وتزيد في الأجر لما
1 / 35