325

منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

حَسِيرٌ﴾، وهو دليل على كثيرة النظر"١.
وقال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَاوَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾ ٢.
فيا سبحان الله إنها لمثار الدهشة والإعجاب، ربنا ما خلقت هذا باطلًا.
ولعظم خلق السماء، فقد أكثر الله ﵎ من القسم بها، كقوله: والسماء ذات البروج، والسماء والطارق، والسماء وما بناها، والسماء ذات الرجع.
قال ابن القيم ﵀: "ولم يقسم في كتابه بشيء من مخلوقاته أكثر من السماء والنجوم والقمر، وهو سبحانه يقسم بما يقسم به من مخلوقاته لتضمنه الآيات والعجائب الدالة عليه، وكلما كان أعظم آية وأبلغ في الدلالة، كان إقسامه به أكثر من غيره، ولهذا يعظم هذا القسم كقوله: ﴿فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ ٣، ثم قال: والمقصود إنه سبحانه إنما يقسم من مخلوقاته بما هو من آياته الدالة على

١ الجامع لأحكام القرآن ١٨/٢٠٩.
٢ سورة ق الآية: ٦.
٣ سورة الواقعة الآية: ٧٥-٧٦.

1 / 356