315

منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

الدار، يموت قوم ويعيش آخرون، وليس هناك معاد ولا قيامة، وهذا قول الفلاسفة الدهريين، المنكرين للصانع، والمعتقدين أنّ في كل ستة وثلاثين ألف سنة يعود كل شيء إلى ما كان عليه"١ ا.؟
فإن الله تعالى رد عليهم بقوله: ﴿وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾ ٢، أي: ليس لهم مستند في ذلك من عقل أو نقل، وإنّما هم قوم يتوهمون ويتخبلون بالظن من غير يقين، والظن لا يغني من الحق شيئًا.
كما طالبهم بالدليل على هذا المعتقد الفاسد، والدعوى الباطلة، وهي قولهم إنّهم خلقوا من غير خالق، فقال تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ ٣.
قال الخازن: "ومعنى الآية، هل خلقوا من غير شيء خلقهم، فوجدوا بلا خالق، وذلك مما لا يجوز أنْ يكون، لأن تعلق الخلق بالخالق ضروري، فإنْ أنكروا الخالق لم يجز أنّ يوجدوا بلا خالق، أن هم الخالقون لأنفسهم؟ وذلك في البطلان أشد، لأن ما لا وجود له كيف يخلق؟ فإذا

١ تفسير ابن كثير ٤/١٦٢ بتصرف.
٢ سورة الجاثية الآية: ٢٤.
٣ سورة الطور الآية: ٣٥.

1 / 346