282

منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

والحق إنَّ قول النصارى في التثليث مصادم للعقول السليمة، ومعارض للأصول الثابتة، وتنفر منه الضمائر الحية، وتأباه الفطر السليمة، وفيه تنقص لرب العالمين، ورميه بالعظائم، وتعصّب النصارى لهذا المعتقد حتى اليوم يدل على جهلهم وغباوتهم.
يقول الفخر الرازي: "واعلم أنَّ هذا معلوم البطلان، ببداهة العقل، فإنَّ الثلاثة لا تكون واحدًا، والواحد لا يكون ثلاثة، ولا يرى في الدنيا مقالة أشد فسادًا وأظهر بطلانًا من مقالة النصارى"١.
ويقول أبو محمد ابن حزم٢: "ولولا أن الله تعالى وصف قولهم في كتابه، إذ يقول تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ ٣.
وإذ يقول تعالى حاكيًا عنهم: ﴿إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ﴾ ٤.
وإذ يقول: ﴿أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ﴾ ٥، لما نطق لسان مؤمن بحكاية هذا القول العظيم الشنيع السمج٦ السخيف.

١ التفسير الكبير ١٢/٦٠.
٢ الفصل في الملل والأهواء والنحل ١/٤٩.
٣ سورة المائدة الآية: ٧٢.
٤ سورة المائدة الآية: ٧٣.
٥ سورة المائدة الآية: ١١٦.
٦ السمج: القبيح. النهاية لابن الأثير ٢/٣٩٨.

1 / 308