249

منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

هذا أمين هذه الأمة" ١.
على أن اليهودية والنصرانية لم تكونا عظيمتي الخطر، واسعتي الانتشار في الجزيرة العربية، فأما اليهودية فكانت دين الشعب المختار -على زعمهم-، وكان دخول العربي فيها لا يحقق المساواة مع اليهود من أبناء إسرائيل، ولذلك لم يقبل العرب أن يدخلوا دينًا يثبتهم في طبقة أسفل من طبقة دعاة ذلك الدين.
وأما النصرانية، فهي مملوءة بالتعقيدات التي لم يستسغها ذهن العربي، ومملوءة بالخلافات الحادة التي سببت الغموض للدين، وصرفت عنه من كان يمكن أن يتبعه من العرب٢.
الموحدون من العرب:
وذكر المفسرون وأهل الأخبار أفرادًا من العرب رفضوا عبادة الأصنام والأوثان، واعتقدوا بوجود الله تعالى وتوحيده، وقد عرف هؤلاء الأفراد بالحنفاء، ووصفوا بأنهم كانوا على دين إبراهيم ﵇، ولم يكونوا من اليهود ولا من النصارى.

١ صحيح البخاري ٥/١٢٠ كتاب المغازي، باب قصة أهل نجران.
ومسلم ٤/١٨٨٢ كتاب فضائل الصحابة، فضل أبي عبيدة بن الجراح.
وأحمد ١/٤١٤.
٢ انظر: موسوعة التاريخ الإسلامي لأحمد شلبي ١/١٧٥.

1 / 274