227

منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وفي ذلك يقول شداد بن عارض الجشمي حين هدمت وحرقت، ينهى ثقيفًا عن العود إليها والغضب لها: لا تنصروا اللات إن الله مهلكها ... وكيف نصركم من ليس ينتصر إن التي حرقت بالنار فاشتعلت ... ولم تقاتل لدى أحجارها هدر إن الرسول متى ينزل بساحتكم ... يظعن وليس بها من أهلها بشر١ وكانت "العزى" لقريش وبني كنانة٢، وهي أحدث عهدًا من اللات ومنات، فقد سمّت العرب بهما قبل العزى، وقد سمى تميم بن مر ابنه زيد مناة، كما سمى ثعلبة بن عكابة تيم اللات، وكان عبد العزى بن كعب من أقدم ما سمت به العرب، وكان الذي اتخذ العزى ظالم بن أسعد٣، وكانت بواد من نخلة الشامية يقال له: حراض عن يمين المصعد إلى العراق من مكة، فوق ذات عرق بتسعة أميال، فبنى عليها بيتًا، وكانوا يسمعون فيها الصوت، وكانت أعظم الأصنام عند قريش، وكانت قريش تطوف بالكعبة، وتقول: "واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، فإنهن الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترجى".

١ الأصنام لابن الكلبي ص: ١٧. ٢ سيرة ابن هشام ١/٨٣، ٢/٤٣٦، والبداية والنهاية لابن كثير ٢/١٩٢، والطبقات لابن سعد ٢/١٤٧ معلقًا. ٣ الأصنام لابن الكلبي ص: ١٧-١٨، ومعجم البلدان للحموي ٤/١١٦.

1 / 252