105

منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ ١. وقال ﷺ: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"٢. فالمراد بهذه المحبة هي: "المحبة الخاصة التي لا تصلح إلا لله، ومتى أحب العبد بها غيره، كان شركًا لا يغفره الله، وهي محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع والتعظيم، وكمال الطاعة، وإثاره على غيره"٣. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: " فحقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب، وهو موافقته في حبه ما يحب، وبغض ما يبغض، والله يحب الإيمان والتقوى، ويبغض الفسوق والعصيان"٤. وخلاصة القول إنّ الشرك في المحبة هو الحب المبني على إيثار غير الله ﷿ بالذل والخضوع والطاعة في المحبة الخاصة بالله تعالى. أما الحب الغريزي الذي يشعر به الإنسان نحو أهله وأولاده مثلًا،

١ سورة التوبة آية: ٢٤. ٢ صحيح البخاري بشرح الفتح ١/٥٨ كتاب الإيمان، باب حب الرسول ﷺ من الإيمان. ومسلم ١/٦٧ كتاب الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله ﷺ. ٣ انظر: تيسير العزيز الحميد ص: ٤٦٨. ٤ العبودية ص: ٢٨.

1 / 124