منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير

مسعد بن مساعد الحسيني ت. غير معلوم
79

منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير

الناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

تصانيف

إذا لم يجدوا التفسير في القرآن نفسه، أو السنة الصحيحة، أو أقوال الصحابة١، فلا يكاد يخلو كتاب من كتب التفسير من إيراد أقوال التابعين، كمجاهد، وقتادة، وسعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، والضحاك، والحسن البصري، وغيرهم. وقد حكى الأئمة أقوالهم، لأن غالب تفسيراتهم متلقاة من قبل الصحابة، فقد تلقوا عنهم القرآن وتفسيره، وعايشوا الصحابة، ورأوا أحوالهم، وعرفوا عقيدتهم، ومنهجهم، وأقوالهم، فمجاهد مثلا يقول:- عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها٢. وابن أبي مليكة يقول: رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن، ومعه ألواحه، فيقول له ابن عباس اكتب حتى سأله عن التفسير كله٣. ولهذا كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به٤. وقتادة يقول: ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئًا٥. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلامه في الحث على التفسير على منهج السلف والتحذير من الابتداع وفى الجملة: من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئًا في ذلك، بل مبتدعًا، وإن كان مجتهدًا مغفورًا له خطؤه. فالمقصود بيان طرق العلم، وأدلته، وطرق الصواب، ونحن نعلم أن القرآن قرأه الصحابة، والتابعون، وتابعوهم، وأنهم كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه، كما أنهم أعلم بالحق الذي بعث الله به رسوله "ﷺ" فمن خالف قولهم، وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعًا، ومعلوم أن كل من خالف قولهم له شبهة يذكرها إما عقلية وإما سمعيه كما هو مبسوط في موضعه٦.

١ مقدمة في أصول التفسير ص "١٠٢". ٢ أخرجه الطبراني في تفسيره "١: ٤٠". ٣ أخرجه الطبراني في تفسيره "١: ٤٠". ٤ أخرجه الطبراني في تفسيره "١: ٤٠". ٥ أخرجه الترمذي في جامعه/ كتاب التفسير/ باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه "٥: ٢٠٠". ٦ مقدمة في أصول التفسير ص "٩١".

1 / 71