77

منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير

الناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

تصانيف

فالنوع الأول الذي ذكره الشيخ في تفسير المعيشة الضنك روي نحو معناه عن ابن عباس ﵄؛ حيث روي عنه: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ يقول: كل مال أعطيته عبدًا من عبادي قل أو كثر، لا يتقيني فيه، لا خير فيه، وهو الضنك في المعيشة. ويقال: إن قومًا ضلالًا أعرضوا عن الحق وكانوا أولي سعة من الدنيا مكثرين، فكانت معيشتهم ضنكًا، وذلك أنهم كانوا يرون أن الله ﷿ ليس بمخلف لهم معايشهم من سوء ظنهم بالله، والتكذيب به، فإذا كان العبد يكذب بالله ويسيء الظن به، اشتدت عليه معيشته فذلك الضنك١.
والنوع الثاني: مروي عن بعض الصحابة كأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة وابن مسعود رضي الله عنهم٢.

١ أخرجه البخاري في تفسيره عن ابن عباس "٢٢٧:١٦" من طريق واهيه؛ إذ هو من طريق العوفي عنه.
٢ أخرجه الطبري في تفسيره "١٦: ٢٢٧، ٢٢٨".

1 / 69