90

الرسل والرسالات

الناشر

مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع،الكويت،دار النفائس للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤١٠ هـ - ١٩٨٩ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

دلائل النّبّوة تمهيد: الأنبياء الذين ابتعثهم الله إلى عباده يقولون للناس: نحن مرسلون من عند الله، وعليكم أن تصدقونا فيما نخبركم به، كما يجب عليكم أن تطيعونا بفعل ما نأمركم به، وترك ما ننهاكم عنه، وقد أخبر الله في سورة الشعراء أن نوحًا خاطب قومه قائلًا: (أَلَا تَتَّقُونَ - إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ - فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) [الشعراء: ١٠٦-١٠٨] . وبهذا القول نفسه خاطب رسل الله: هود، وصالح، ولوط، وشعيب، أقوامهم، بل هي مقالة ودعوة كل رسول لقومه. فإذا كان الأمر كذلك فلا بدّ أن يقيم الله الدلائل والحجج والبراهين المبينة صدق الرسل في دعواهم أنهم رسل الله كي تقوم الحجة على الناس، ولا يبقى لأحد عذر في عدم تصديقهم وطاعتهم (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ) [الحديد: ٢٥] أي: بالدلائل والآيات البينات التي تدلُّ على صدقهم. تنوع الدلائل: أفراد الأدلة الدالة على صدق كل رسول كثيرة متنوعة، وقد عدّ الذين ألّفوا في دلائل نبوة نبينا محمد ﷺ أدلة صدقه، فنافت على الألف عند بعضهم، ويمكننا أن نقسم هذه الأدلة إلى أقسام، يضمُّ كل قسم منها مجموعة متشابهة، وقد أرجعنا أفراد الأدلة إلى خمسة أمور: الأول: الآيات والمعجزات التي يجريها الله تصديقًا لرسله.

1 / 119