الرسل والرسالات
الناشر
مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع،الكويت،دار النفائس للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤١٠ هـ - ١٩٨٩ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
إقامة الحجّة
لا أحد أحبّ إليه العذر من الله تعالى، فالله جلّ وعلا أرسل الرسل وأنزل الكتب كي لا يبقى للناس حجّة في يوم القيامة، (رُّسلًا مُّبشرين ومنذرين لئلاَّ يكون للنَّاس على الله حجَّة بعد الرُّسل) [النساء: ١٦٥]، ولو لم يرسل الله إلى الناس لجاؤوا يوم القيامة يخاصمون الله - جل وعلا - ويقولون: كيف تعذبنا وتدخلنا النار، وأنت لم ترسل إلينا من يبلغنا مرادك منّا، كما قال تعالى: (ولو أنَّا أهلكناهم بعذابٍ من قبله لقالوا ربَّنا لولا أرسلت إلينا رسولًا فنتبَّع آياتك من قبل أن نَّذلَّ ونخزى) [طه: ١٣٤]، أي: لو أهلكهم الله بعذاب جزاء كفرهم قبل أن يرسل إليهم رسولًا لقالوا: هلا أرسلت إلينا رسولا كي نعرف مرادك، ونتبع آياتك، ونسير على النهج الذي تريد؟
وفي يوم القيامة عندما يجمع الله الأولين والآخرين يأتي الله لكل أمة برسولها ليشهد عليها بأنّه بلغها رسالة ربه، وأقام عليها الحجّة (فكيف إذا جئنا من كل أمَّة بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا - يومئذٍ يودُّ الَّذين كفروا وعصوا الرَّسول لو تُسوَّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثًا) [النساء: ٤١-٤٢] .
وقال في آية أخرى: (ويوم نبعث في كل أمَّةٍ شهيدًا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدًا على هؤلاء) [النحل: ٨٩] .
ولذلك فإن الذين يرفضون اتبّاع الرسل، ويعرضون عن هديهم - لا يملكون إلاّ الاعتراف بظلمهم إذا وقع بهم العذاب في الدنيا (وكم قصمنا من
1 / 52