187

الرسل والرسالات

الناشر

مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع،الكويت،دار النفائس للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤١٠ هـ - ١٩٨٩ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

وَبِكَلاَمِي) [الأعراف: ١٤٤] واصطنعه لنفسه (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) [طه: ٤١] . وفضل عيسى بأنّه رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكان يكلّم الناس في المهد (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ) [النساء: ١٧١] . ويتفاضل الأنبياء من جهة أخرى، فالنبي قد يكون نبيًا لا غير، وقد يكون نبيًا ملكًا، وقد يكون عبدًا رسولًا، " فالنبي الذي كُذِّب، ولم يتبع، ولم يطع، هذا نبيٌّ، وليس بملك، أمّا الذي صدق، واتبع، وأطيع، فإن كان لا يأمر إلاّ بما أمره الله به فهو عبد نبي ليس بملك، وإن كان يأمر بما يريده مباحًا له فهو نبي ملك، كما قال الله لسليمان: (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [ص: ٣٩] . فالنبي الملك هنا قسيم العبد الرسول، كما قيل للنبي ﷺ: " اختر إمّا عبدًا رسولًا، وإمّا نبيًا ملكًا " (١) وحال العبد الرسول أكمل من حال النبي الملك، كما هو حال نبينا محمد ﷺ، فإنّه كان عبدًا رسولًا، مؤيدًا مطاعًا متبوعًا، وبذلك يكون له مثل أجر من اتبعه، وينتفع به الخلق، ويرحموا به، ويرحم بهم، ولم يختر أن يكون ملكًا، لئلا ينقص، لما في ذلك من الاستمتاع بالرياسة والمال، عن نصيبه في الآخرة. فالعبد الرسول أفضل عند الله من النبي الملك، ولهذا كان أمر نوح وإبراهيم، وموسى، وعيسى ابن مريم أفضل عند الله من داود وسليمان ويوسف " (٢) .

(١) أخرجه بنحوه في «المسند»: ١٢/٧٦-٧٧ (٧١٦٠) من حديث أبي هريرة، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر تمام تخريجه في «المسند» . (٢) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ٣٥/٣٤.

1 / 219