فلما جاؤوا قال لهم الرسول ﷺ: " يا معشر يهود، ويلكم اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنّكم لتعلمون أنّي رسول الله حقًا، وأنّي جئتكم بحقٍّ، فأسلموا " قالوا: ما نعلمه، قالوا للنبي ﷺ، [قالها ثلاث مرات] قال: " فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ " قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، قال: " أفرأيتم إن أسلم، قالوا: حاش لله ما كان ليسلم [سألهم ذلك ثلاثًا، ويرددون عليه بالجواب نفسه]، قال: " يا ابن سلام، اخرج عليهم "، فخرج، فقال: يا معشر اليهود، اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو، إنّكم لتعلمون أنّه رسول الله، وأنّه جاء بحق. فقالوا: كذبت. فأخرجهم رسول الله ﷺ (١) .
٥- شهادة غلام يهودي:
وروى أنس بن مالك أنَّ غلامًا يهوديًا كان يخدم النبيَّ ﷺ فمرض، فأتاه رسول الله ﷺ يعوده، فوجد أباه عند رأسه يقرأ التوراة، فقال له رسول الله ﷺ: " يا يهودي أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى، هل تجد في التوراة صفتي ومخرجي؟ قال: لا.
قال الفتى: بلى والله يا رسول الله، إنّا لنجد في التوراة نعتك ومخرجك، وإنّي أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّك رسول الله " رواه البيهقي بإسناد صحيح (٢) .