24

معنى لا إله إلا الله ومقتضاها وآثارها في الفرد والمجتمع

الناشر

الجامعة الإسلامية

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

مكان النشر

المدينة المنورة

تصانيف

من الْأَحْكَام وَلم يتنازعوا فِي آيَات الصِّفَات وأخبارها فِي مَوضِع وَاحِد بل اتّفق الصَّحَابَة والتابعون على إِقْرَارهَا وإمرارها مَعَ فهم مَعَانِيهَا وَإِثْبَات حقائقها، وَهَذَا يدل على أَنهم أعظم النَّوْعَيْنِ بَيَانا وَأَن الْعِنَايَة ببيانها أهم، لِأَنَّهَا من تَمام تَحْقِيق الشَّهَادَتَيْنِ وإثباتها من لَوَازِم التَّوْحِيد فبينها الله ﷾ وَرَسُوله بَيَانا شافيًا لَا يَقع فِيهِ لَيْسَ". وآيات الْأَحْكَام لَا يكَاد يفهم مَعَانِيهَا إِلَّا الْخَاصَّة من النَّاس. وَأما آيَات الصِّفَات فيشترك فِي فهم مَعْنَاهَا الْخَاص وَالْعَام، أَعنِي فهم أصل الْمَعْنى لَا فهم الكنه والكيفيفة١. وَقَالَ أَيْضا: وَهَذَا أَمر مَعْلُوم بِالْفطرِ والعقول السليمة والكتب السماوية أَن فَاقِد صِفَات الْكَمَال لَا يكون إِلَهًا وَلَا مُدبرا وَلَا رَبًّا، بل هُوَ مَذْمُوم معيب نَاقص، لَيْسَ لَهُ الْحَمد لَا فِي الأولى وَلَا فِي الْآخِرَة، وَإِنَّمَا الْحَمد فِي الأولى وَالْآخِرَة لمن لَهُ صِفَات الْكَمَال ونعوت الْجلَال الَّتِي لأَجلهَا

١ - مُخْتَصر الصَّوَاعِق الْمُرْسلَة (١/١٥) .

1 / 30