السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي

أبو الحسن الندوي ت. 1420 هجري
92

السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي

الناشر

دار ابن كثير

رقم الإصدار

الثانية عشرة

سنة النشر

١٤٢٥ هـ

مكان النشر

دمشق

تصانيف

بالظرف، وتستخدم ليلى، فدعا عمرو بمائدة، ثمّ دعا بالظرف فقالت هند: «ناوليني يا ليلى ذلك الطبق!» فقالت ليلى: «لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها» فأعادت عليها وألحّت، فصاحت ليلى: «واذلّاه يا لتغلب» فسمعها عمرو بن كلثوم، فثار الدم في وجهه، ووثب إلى سيف لعمرو بن هند معلّق بالرواق، فضرب به رأس عمرو بن هند، وانتهب بنو تغلب ما في الرواق وساروا نحو الجزيرة «١»، وقال في ذلك عمرو بن كلثوم قصيدته المشهورة التي عدّت من المعلّقات السبع «٢» . ولمّا دخل المغيرة بن شعبة رسول المسلمين على رستم، وهو في أبهته وسلطانه، جلس معه- على عادة العرب- على سريره ووسادته، فوثبوا عليه، وأنزلوه ومغثوه «٣»، فقال: كانت تبلغنا عنكم الأحلام، ولا أرى قوما أسفه منكم، إنّا معشر العرب سواء لا يستعبد بعضنا بعضا، إلا أن يكون محاربا لصاحبه، فظننت أنكم تواسون قومكم كما نتواسى، وكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعض، وأنّ هذا الأمر لا يستقيم فيكم فلا نصنعه، ولم آتكم، ولكن دعوتموني» «٤» . وفي جزيرة العرب، وفي مكّة كانت الكعبة، التي بناها إبراهيم وإسماعيل- ﵉ ليعبد الله فيها وحده، ولتكون مصدر الدعوة للتوحيد إلى آخر الأبد. إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكًا وَهُدىً لِلْعالَمِينَ «٥» [آل عمران: ٩٦]

(١) الجزيرة: تسمى جزيرة آقور، وهي تقع بين دجلة والفرات، وفيها ديار بكر وتغلب. (٢) مقتبس من كتاب «الشعر والشعراء» لابن قتيبة، ص ٣٦. (٣) المغث: الضرب الخفيف (القاموس واللسان: مغث) . (٤) الطبري ج ٤، ص ١٠٨. (٥) «بكة»: علم للبلد الحرام، ومكة وبكة لغتان فيه، وكثيرا ما يقع التبادل بين الميم والباء-

1 / 96