حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وآثاره العلمية (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء الأول)
الناشر
عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،الرياض
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٠هـ/١٩٩٠م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
١ لهذا الإمام ترجمة طنانة في "عنوان المجد في تاريخ نجد"، لابن بشر ج٢ كان مما ورد فيها ص٢٥ ما نصه: "قد كان منتبها فطنا لدسائس أهل البدع، كتبت له مرة ودعوت له في آخر الكتاب وقلت في ختام الدعاء "أنه على ما يشاء قدير" فكتب إلي وقال في أثناء جوابه: إن هذه الكلمة اشتهرت على الألسن من غير قصد وهي قول الكثير إذا سأل الله تعالى قال: "وهو القادر على ما يشاء" وهذه الكلمة يقصد بها أهل البدع شرا، وكل ما في القرآن (وهو على كل شيء قدير) وليس في القرآن والسنة ما يخالف ذلك أصلا لأن القدرة شاملة كاملة، وهي والعلم صفتان شاملتان يتعلقان بالموجودات والمعدومات، وإنما قصد أهل البدع بقولهم: "وهو القادر على ما يشاء" أي أن القدرة لا تتعلق إلا بما تعلقت به المشيئة" ا. هـ. قال: وكتبت إليه مرة أهنئه بقدوم ابنه الشيخ عبد اللطيف من مصر وتوسلت إلى الله في دعائي بصفاته الكاملة التي لا يعلمها إلا هو، فكتب إلي فقال: "وقد ذكرت وفقك الله في وسيلة دعوتك - جزاك الله عني أحسن الجزاء عن تلك الدعوات - قلت: وأتوسل إليك بصفاتك الكاملة التي لا يعلمها إلا أنت: فاعلم أيها الأريب الأديب أن الذي لا يعلمه إلا هو كيفية الصفة، وأما الصفة فيعلمها أهل العلم بالله كما قال الإمام مالك "الاستواء معلوم والكيف مجهول" ففرق هذا الإمام بين ما يعلم من معنى الصفة على ما يليق بالله فيقال: استواء لا يشبه استواء المخلوق ومعناه ثابت لله كما وصف به نفسه. وأما الكيف فلا يعلمه إلا الله. فتنبه لمثل هذا، فالإمام مالك تكلم بلسان السلف، فانظر إلى سعة علومه واطلاعه" ا. هـ.
1 / 141