الأحرار منهم، فيلعملْ في سدها، وطغيان السفلة منهم، فليقمعه١، وليستوحش٢ من الكريم الجائع، واللئيم الشبعان، فإنما يصول٣ الكريم إذا جاع، واللئيم إذا شبع.
لا ينبغي للوالي أن يحسد الولاة إلا على حسن التدبير.
ولا يحسدن الوالي من دونه، فإنه أقل في ذلك عذرًا من السوقة التي إنما تحسد من فوقها، وكلٌّ لا عذر له.
لا يلومن الوالي على الزلة من ليس بمتهم عنده في الحرص على رضاه، إلا لوم أدب وتقويم، ولا يعدلن بالمجتهد في رضاه البصير بما يأتي أحدًا.
فإنهما إذا اجتمعا في الوزير والصاحب نام الوالي واستراح، وجلبت إليه حاجاته، وإن هدأ عنها، وعمل له فيما يهمه، وإن غفل.
لا يولعن الوالي بسوء الظن لقول الناس، وليجعل لحسن الظن من نفسه نصيبًا موفورًا يروح به٤ عن قلبه، ويصدر عنه٥ في أعماله.
لا يضيعن الوالي التثبت عندما يقول، وعندما يعطي، وعندما يعمل.
١ يقمعه: يردعه. ٢ استوحش منه: لم يأنس به. ٣ يصول: يسطو. ٤ يروح به: يخفف به عن نفسه. ٦ يصدر عنه: أي يبني عليه أعماله.
1 / 78