الرقية الشرعية من الكتاب والسنة
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
الاولى ١٤٢٢ هجري
تصانيف
الوصية الأولى: حماية عقيدة المسلم من الشكوك والأوهام ولم ينكر تلبس الجن للإنس إلا أهل البدع
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن النصوص الشرعية، والقواعد العامة المأخوذة من الكتاب والسنة قد حثت على المحافظة على عقيدة المسلم وأخلاقه وسلوكه، وذلك بإبعاده عما يدفعه إلى الشكوك والأوهام، ويؤدي به في آخر المطاف إلى ما يخدش في عقيدته وإيمانه. ولهذا بوب الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد فقال: "باب ما جاء في حماية المصطفى ﷺ جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إليه" وأورد تحته النصوص الدالة على ذلك، منها حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم " رواه أبو داود.
وحديث علي بن الحسين: أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي لصلى الله عليه وسلم، فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي، عن رسول الله ﷺ قال: "لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي، فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم " ١ رواه في المختارة.
فرسول الله ﷺ نهى المسلم من كثرة التردد على قبره ﷺ وجعله عيدا لأن العيد هو الذي يعود ويتكرر في السنة، أو في الأسبوع، خوفا من أن يؤدي به ذلك
_________
١فتح المجيد ٢٥٤.
1 / 7