32

مفتاح الوصول إلى علم الأصول في شرح خلاصة الأصول

محقق

الدكتور إدريس الفاسي الفهري

الناشر

دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

دبي - الإمارات العربية المتحدة

تصانيف

(ت ١٠٦٢ هـ) (^١) رفيقه في الأخذ عن شيخهما على خير ما اجتمع عليه الأصحاب. ولم تتخلل حياة الشيخ عبد القادر أحداث ينبغي التنويه بها، ولم يتقلد منصبا ولا خطة (^٢)، ولا خاض في شيء من أمور الدنيا بسبب. «كان الشيخ الإمام سيد محمد بن أبي بكر المجاطي يقول فيه: الشاب التائب، العالم الزاهد، من أول أمره. لا يبالي بإقبال الدنيا ولا بإدبارها، كلما أقبلت أعرض عنها مستوحشا من خطور غير الله تعالى بباله، صحيح المعاملة مع ربه، وهو يأتيه بها راغمة ويغنيه به عنها وعن أسبابها، ما تناول قط خطة، ولا بنى ولا غرس» (^٣). وقد كان «. . . يقسم أوقاته على ثلاثة: إما صلاة، أو ذكر، أو تعليم علم» (^٤). و«كان ديدن الشيخ في زمانه غالبا قراءة القرآن، فكان يقرؤه ليلا ونهارا قائما وقاعدا ومصليا. وكان ديدنه في آخر عمره التسبيح وتعليم العلم لا يفتر عن ذلك» (^٥). ولم يثبت عنه أنه كان يتقاضى عن الوظائف التعليمية ما كان مخصصا لها من ريع الأحباس، قال سيدي محمد بن جعفر الكتاني الحسني: «كان

(^١) كتب في ترجمته سيدي عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي كتابا خاصا توجد منه نسخ خطية متعددة إحداها بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم: ٢٠٧٤ د. . (^٢) تقدم هنا بأن الفتوى في المغرب لا تعد من الخطط، وإنما هي عمل تطوعي. (^٣) تحفة الأكابر: ١/ ٩١. (^٤) نفسه: ١/ ٨٩. (^٥) نفسه: ١/ ١١٤.

1 / 36