المسائل الفقهية التي بناها الحنابلة في مذهبهم على الاحتجاج بمذهب الصحابي - من أول كتاب النكاح إلى نهاية كتاب الإقرار)
تصانيف
المطلب السادس: جواب ما لا يحتمله السائل.
* قال المرداوي ﵀: (ولا يجب جواب ما لا يحتمله كلام السائل.) (^١)
* وقال البهوتي ﵀: (ولا يلزم جواب ما لا يحتمله السائل قال البخاري: قال علي حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟ وفي مقدمة مسلم عن ابن مسعود ما أنت بمحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم) (^٢)
واستدلوا بقول الصحابي.
١ - وقال علي: «حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟» (^٣)
٢ - وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة (^٤) أن عبد الله بن مسعود قال: «ما أنت بمحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة» (^٥)
وجه الدلالة: فتوى الصحابيان علي وابن مسعود ﵄ في التحديث للناس. أن لا يُحدَّث للعامة بشيء لا تبلغه عقولهم؛ لئلا تحصل الفتنة ويتضرر في عقيدته وفي عمله. (^٦)
(^١) «الإنصاف»، (٢٨/ ٣١٨)
(^٢) «كشاف القناع» (١٥/ ٤٦)
(^٣) أخرجه البخاري في «صحيحه»، كتاب العلم، باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا، (١/ ٣٧) رقم (١٢٧)
(^٤) هو: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة الهذلي، أبو عبد الله، أحد الفقهاء السبعة، حدث عن: عائشة، وأبي هريرة ﵄ وعنه: الزهري، وضمرة بن سعيد المازني، قال العجلي: (كان أعمش، وكان أحد فقهاء المدينة، ثقة، رجلًا صالحًا، جامعًا للعلم). مات سنة (٩٨ هـ) وقيل (٩٩ هـ). انظر: «سير أعلام النبلاء» (٤/ ٤٧٥) «الوافي بالوفيات» (١٩/ ٢٥٣)
(^٥) أخرجه مسلم في «صحيحه»، مقدمته، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع، (١/ ١١)
(^٦) انظر: «الشرح الممتع على زاد المستقنع» (٣/ ٨٣)
1 / 204