حكم الإسلام فيمن زعم أن القرآن متناقض
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السابعة،العدد الأول
سنة النشر
رجب ١٣٩٤هـ/١٩٧٤م
تصانيف
بيان الأدلة على كفر من طعن في القرآن وفي الرسول ﷺ
...
بيان الأدلة على كفر من طعن في القرآن أو في الرسول ﵊
إذا علم ما تقدم، فإن الواجب الإسلامي والنصيحة لله ولعباده، كل ذلك، يوجب علينا بيان حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن بأنه متناقض، أو مشتمل على بعض الخرافات، وفيمن طعن في الرسول، ﷺ بأي نوع من أنواع الطعن غيرة لله سبحانه، وغضبا له ﷿ وانتصارا لكتابه العزيز، ولرسوله الكريم، وأداء لبعض حقه علينا، سواء كان ما ذكر، عن الرئيس المذكور، واقعا أم كان غير واقع، وسواء أعلن إنكاره له، أو التوبة منه، أم لم يعلن ذلك، إذ المقصود بيان حكم الله فيمن أقدم على شيء مما ذكرنا من التنقص لكتاب الله، أو لرسوله ﷺ فنقول: قد دلّ كتاب الله، ﷿، وسنة رسوله، ﵊، وإجماع الأمة على أن كتاب الله، سبحانه، محكم غاية الإحكام، وعلى أنه، كله، كلام الله ﷿ ومنزل من عنده، وليس فيه شيء من الخرافات والكذب، كما دلت الأدلة المذكورة على وجوب تعزير الرسول ﷺ وتوقيره، ونصرته، ودلت - أيضا - على أن الطعن، في كتاب الله أو في جناب الرسول - صلى الله عليه سلم - كفر أكبر، وردة عن الإسلام، وإليك - أيها القارئ الكريم - بيان ذلك.
قال الله تعالى في أول سورة يونس: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾، وقال في أول سورة هود: ﴿ألر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾، وقال ﷿ في أول سورة لقمان: ﴿الم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾، وذكر علماء التفسير ﵏ في تفسير هذه الآيات، أن معنى ذلك أنه متقن الألفاظ والمعاني، ومشتمل على الأحكام العادلة، والأخبار الصادقة، والشرائع المستقيمة، وأنه الحاكم بين العباد فيما يختلفون فيه، كما قال الله سبحانه: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيه﴾ الآية، وقال
1 / 12