الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون
الناشر
دار الكتاب العربي
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
رأى إصراري لقبني "الشهيد الحي" وكرر نصيحتي بالحذر (١)
٦ـ ندرة نسخ الكتاب ووسائل اليهود في منع تداوله:
من أجل ذلك وغيره كانت نسخ الكتاب اليوم قليلة، بل نادرة مفرطة الندرة، وحسبك من كتاب صفحاته مائة أو دونها من القطع المتوسط تباع نسخته مكتوبة على الآلة الكاتبة لقاء ثمانين جنيهًا كما أشرنا هنا، وقد اخبرني
_________
(١) نبيح لأنفسنا التصريح باسمه بعد أن صرح هو بهذه القصة، فنقول: أنه اخونا الأديب الفاضل الاستاذ انيس منصور المحرر بجريدة "الأخبار" ورئيس تحرير مجلة "الجيل" اليوم، وقد اشار إلى ذلك بعد ظهور طبعتنا "الاخبار" يوم الثلاثاء ٢٠ - ١٠ - ١٩٥٦ ما نصه: "في سنة ١٩٤٧ كنت محررًا في جريدة "الاساس" وكلفتني الجريدة بترجمة "برتوكولات حكماء صهيون" وهذه البرتوكولات من الكتب السرية عند اليهود، ولا تعطى الا لليهود هذه البرتوكولات التي نقلها لي على الآلة الكاتبة صحفي الماني اسمه "هنري كاستر" يحرر الآن صحيفة "در أرينت" الألمانية التي تصدر في مصر، وفهمت في ذلك الوقت أنه سرق كتاب البرتوكولات من مكتبة الحاخام.
وبدأت أقرأ الكتاب، وأجد أن كل الذين ترجموه في انجلترا وفرنسا واسبانيا وايطاليا قد قتلوا جميعًا، وأن الصحف التي نشرته قد نسفت لأن اليهود حريصون على أن يظل سرًا.
وترددت قليلًا .. ثم كثيرًا .. وسألت العقاد عن صحة هذا الكلام فأيده ضاحكًا، ولم أفهم في ذلك القوت هل كان العقاد جادًا أو ساخرًا. وقرأت كتابًا للصحفي الألماني "كونراد مامبرن" عن "الزعيم هتلر" وجاء في الفصل الأول من هذا الكتاب ان فيلسوفه (روزنبرغ) قد استفاد من هذا الكتاب وطبقه على يهود المانيا وابادهم جميعًا.
ووجدت للكاتب معنى آخر .. وفكرت في ترجمته، ولم أكد أبدأ في الكتابة المقدمة له حتى عرفت أن أدبيًا آخر هو "خليفة التونسي" وقد فرغ من ترجمته .. وحمدت الله ..
وأنا اشرك لصديقنا الاستاذ انيس خالص نصحه واشفاقه وصراحته .. ولا أنسى أن اشكر له أيضًا جملته الأخيرة هنا "وحمدت الله" بكل معانيها الظاهرة والخافية، سواء منها الطيبة و.. الطيبة ايضًا .. وأقول ما قال شاعر قديم يناجي نفسه أمام خطر كهذا:
"فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... والا فأني لا اخالك ناجيا"
1 / 45