الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون

محمد خليفة التونسي ت. 1408 هجري
100

الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون

الناشر

دار الكتاب العربي

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

وللذين يريدون أن يروا ويسمعوا، أخاطر (١) بنشر هذا المخطوط تحت عنوان "بروتوكولات حكماء صهيون" وبالتفرس المبدئي خلال هذه المذكرات - قد تشعرنا "بما نشعر به أمام ما نسميه عادة "الحقائق المسلمة truisms" ". انها تظهر في هيئة الحقائق المألوفة كثيرًا أو قليلاُ، وان عبر عنها بحدة وبغضاء لا تصاحبان عادة الحقائق المألوفة، فبين سطورها تتأجج بغضاء دينية، وعنصرية عميقة الغور متغطرسة قد خبئت بنجاح أمدًا طويلًا، وانها لتجيش وتفيض، كما هو واقع، من اناة طافح بالغضب والنقمة، مدرك تمام الادراك أن نصره النهائي قريب. ونحن لا نستطيع أن نغفل الاشارة إلى أن عنوانها لا ينطبق تمامًا على محتوياتها، فهي ليست على وجه التحديد مضابط جلسات بل هي تقرير وضعه شخص ذو نفوذ، وقسمه أقسامًا ليست مطردة أطرادًا منطقية على الدوام. وهي تحملنا على الاحساس بأنها جزء من عمل أخطر وأهم، بدايته مفقودة. وأن كان أصل كل هذه الوثائق السالف ذكرها يعبر هنا عن نفسه بوضوح. ووفق تنبؤات الآباء القديسين Holy Fathers لابد أن تكون دائمًا أعمال أعداء المسيح محاكاة (٢) لحياة المسيح، ولا بد أن يكون لهم

(١) هكذا يقول الناشر الروسي، وليس في هذا التعبير غلو ولا شطط وحسب القارئ أن يتصور مقدار ما تفضح البروتوكولات من أسرار سياسة اليهود، وسعة نفوذهم في العالم، وعدم احجامهم عن ارتكاب أي جريمة فردية أو جماعية عن طريق وكلائهم الأشرار الفاسدين، (انظر مقدمتنا ص ٥٦ - ٨٨). (٢) يظهر ان الاستاذ نيلوس يشير بذلك إلى ما ورد في العهد الجديد عن المسحاء (جمع مسيح) الكاذبين الذين لهم مثل سيرة المسيح الظاهرة لا الباطنة ويزعمون انهم مسحاء من عند الله، وقد حذر السيد المسيح عيسى اتباعه منهم (انظر مثلًا انجيل متى: الاصحاح ٢٤ الآيات ٢٣ - ٢٧).

1 / 106