مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

ناصر القفاري ت. غير معلوم
123

مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٢٨ هـ

تصانيف

أما الشيعة التي أعنيها بالحديث، والطور من التشيع الذي أقصده فهو التشيع الذي يستقي عقيدته ودينه من الأصول الحديثية الأربعة عندهم وهي: (الكافي، والتهذيب، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه) تلك التي يعتبرونها كالكتب الستة عند أهل السنّة، وما أُلحق بها في الاعتبار من المصادر الأربعة المتأخرة عندهم، وهي: (الوافي، والبحار، والوسائل، ومستدرك الوسائل) وما رأى علماء التشيع أنه بدرجة هذه الكتب من مؤلفاتهم (١) . هذا هو التشيع الذي نعنيه، وهو الذي ندرس مسألة التقريب على ضوئه. نشأة الشيعة: وردت عدة أقوال في «بداية التشيع» ووقت ظهور الشيعة، منها ما يحمل "طابع" الدعاية للشيعة وإثبات أصالتها ومحاولة الرد على الأقوال التي تنسب بدايات التشيع إلى مصادر أجنبية، ومنها ما يهدف للوصول إلى الحقيقة.. وما دمنا قد التزمنا أن نعرف الشيعة من مصادرها ثم نفسح المجال بعد ذلك "للرأي الآخر"، فبناء على ذلك نبدأ بذكر الرأي الشيعي، مع ملاحظة أن محور البحث هنا هو الإشارة إلى الآراء في أصل التشيع، ولا يعنينا بحث التطور العقدي للشيعة والفِرق الشيعية، فهذا موضوع يطول استعراضه ودراسته ولا مجال له هنا. أصل الشيعة: أولًا: يزعم بعض الروافض - في القديم والحديث - أن الرسول؟ هو الذي بذر بذرة التشيع وأن الشيعة ظهرت

(١) سيأتي تفصيل لهذا في مبحث مصادرهم في التلقي.

1 / 130