البصيرة في الدعوة إلى الله

عزيز بن فرحان العنزي ت. غير معلوم
90

البصيرة في الدعوة إلى الله

الناشر

دار الإمام مالك

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٦هـ - ٢٠٠٥م

مكان النشر

أبو ظبي

تصانيف

ولقد كان الرسول ﷺ يشفع، ويحث على الشفاعة، فعن ابن عباس ﵄ قال: «كان زوج بريرة عبدا يقال له: مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي ﷺ للعباس: ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا؟ فقال النبي ﷺ: لو راجعتيه فإنه أبو ولدك، قالت: يا رسول الله تأمرني؟ قال: لا إنما أشفع، قالت: فلا حاجة لي فيه» (١) . وجاء رجل إلى الحسن بن سهل يستشفع به في حاجة فقضاها فأقبل الرجل يشكره، فقال له الحسن بن سهل: علام تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة؟ وفي لفظ: ونحن نرى كتب الشفاعات زكاة مروآتنا، ثم أنشأ يقول: فرضت علي زكاة ما ملكت يدي ... وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا فإذا ملكت فجد فإن لم تستطع ... فاجهد بوسعك كله أن تنفعا وذكر عن هارون الرقي ﵀، أنه قد عاهد الله ألا يسأله أحد كتاب شفاعة إلا فعل، فجاءه رجل فأخبره أن ابنه قد أسر، وسأله أن يكتب إلى ملك الروم في إطلاقه، فقال له: ويحك! ومن أين يعرفني؟ وإذا سأل عني قيل: هو مسلم فكيف يقضي حقي؟ فقال له السائل: اذكر العهد مع الله تعالى، فكتب إلى ملك الروم، فلما قرأ الكتاب قال: من هذا الذي قد شفع إلينا؟ قيل: هذا رجل قد عاهد الله ألا يسأل كتاب شفاعة إلا كتبه إلى أي من كان، فقال ملك الروم: هذا حقيق بالإسعاف أطلقوا أسيره، واكتبوا جواب كتابه وقولوا له: اكتب بكل حاجة تعرض، فإنا نشفعك فيها. قال الفزاري: ولم أر كالمعروف أما مذاقه ... فحلو وأما وجهه فجميل

(١) أخرجه البخاري (٩ / ٤٠٨) .

1 / 97