البصيرة في الدعوة إلى الله
الناشر
دار الإمام مالك
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦هـ - ٢٠٠٥م
مكان النشر
أبو ظبي
تصانيف
وعنها أيضا ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» (١) .
وقد جعل النبي ﷺ من لا يتصف بالرفق محروما من الخير، فعن جرير بن عبد الله ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «من يحرم الرفق يحرم الخير كله» (٢) .
فالحلم إذا هو: تجرع الغيظ هنا وهو دعامة العقل، وعلامة على علو الهمة، وثقة النفس، فلا يحركها الغضب بسرعة، فتجد الحليم من أوسع الناس صدرا، وألينهم عريكة، وأشدهم ثباتا، وأقواهم جنانا، لا تستفزه بداءات الأمور، وينظر إلى عواقبها ومآلاتها، ولذلك من يفتقد هذه الخلة قد يفسد أكثر مما يصلح (٣) .
قيل لعمر بن الأهتم: من أشجع الناس؟ قال: من رد جهله حلمُه.
وقال عمر بن الخطاب ﵁: أصل الرجل عقله، وحسبه دينه، ومروءته خلقه.
وقال الحسن البصري: ما استودع الله أحدا عقلا إلا استنقذه به يوما ما.
وقال بعض الأدباء: صديقُ كل امرئ عقله، وعدوه جهله.
[الركن الثالث الأناة]
الركن الثالث: الأناة: وأما الأناة: فهي التثبت وعدم العجلة، سئل علي بن أبي طالب ﵁ عن الحلم والأناة، فقال: توأمان ينتجهما علو الهمة.
وقد ورد النهي عن العجلة في نصوص الكتاب والسنة، وفي أقوال السلف، والحكماء، والشعراء، والمقصود بالعجلة في غير أمور الآخرة.
(١) أخرجه مسلم (١٦ / ١٤٦) . (٢) أخرجه مسلم (١٦ / ١٤٥)، وأبو داود (٥ / ١٥٧) بزيادة كلمة " كله ". (٣) انظر: مجموع الفتاوى (٢٨ / ١٣٦ و١٣٧) .
1 / 84