البصيرة في الدعوة إلى الله
الناشر
دار الإمام مالك
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦هـ - ٢٠٠٥م
مكان النشر
أبو ظبي
تصانيف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تقديم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الله تعالى أوضح سبيل الدعوة ومنهاجها بقوله: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: ١٠٨] (١) .
قال ابن كثير ﵀: ". . . أن هذه سبيله، أي: سبيل رسول الله ﷺ وطريقه ومسلكه وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك، ويقين وبرهان، هو وكل من اتبعه، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله ﷺ على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي " (٢) .
وقد عرّف العلماء البصيرة، فقال البغوي ﵀: " والبصيرة: هي المعرفة التي تُميّز بها بين الحق والباطل " (٣) .
وقال القرطبي ﵀: ﴿عَلَى بَصِيرَةٍ﴾ [يوسف: ١٠٨] أي: على يقين وحق " (٤) .
_________
(١) يوسف: ١٠٨.
(٢) تفسير القرآن العظيم (٤ / ٤٢٢) .
(٣) معالم التنزيل (٤ / ٢٨٤) .
(٤) أحكام القرآن (٩ / ١٧٩) .
1 / 5