إنارة الدجى في مغازي خير الورى صلى الله عليه وآله وسلم

حسن بن محمد مشاط ت. 1399 هجري
95

إنارة الدجى في مغازي خير الورى صلى الله عليه وآله وسلم

الناشر

دار المنهاج

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٦ هـ

مكان النشر

جدة

تصانيف

ولم يكونوا أوعبوا للحرب ... إذ ما غزوا لغير نهب الرّكب وسلم، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة- ويقال: مرثد بن أبي مرثد الغنوي- يعتقبون بعيرا. وقد روى الحارث بن أبي أسامة، وابن سعد عن ابن مسعود قال: كنّا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، وكان أبو لبابة وعليّ زميلي رسول الله ﷺ، فكان إذا كانت عقبة النّبيّ ﷺ.. قالا: اركب ونحن نمشي عنك، فيقول: «ما أنتما بأقوى مني على المشي، وما أنا بأغنى عن الأجر منكما» وعليه: فجملة الذين يعتقبون مئتان وعشرة، فيحتمل أنّ الباقين لم يركبوا، أو أنّ الثلاثة تركب مرة ثمّ يدفعونه- أي: البعير- إلى غيرهم؛ ليركبوه مرة أخرى، وركوب أبي لبابة معهم كان قبل ردّه من الروحاء، وبعده أعقب مرثدا، كما عند ابن إسحاق، أو زيدا كما عند غيره) . (ولم يكونوا) أي: الصحابة (أوعبوا للحرب) أي: لم يخرجوا جميعهم له؛ لعدم علمهم به، ولو علموا ذلك.. لأوعبوا، لكن مجرد الغنيمة، كما قال: (إذ ما غزوا لغير نهب الركب) الذي مع أبي سفيان وهو العير، قال تعالى: وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ يعني: أنّه ﷺ لمّا أمرهم بالخروج إلى العير وأمر من كان ظهره حاضرا بالنهوض.. أجاب ناس، وثقل آخرون؛ لظنهم أنّ رسول الله ﷺ لم يرد حربا. قال في «الإمتاع»: (فخرج معه المهاجرون، وخرجت

1 / 105