الجذور التاريخية لحقيقة الغلو والتطرف والإرهاب والعنف
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
خامسا - أثر الغلو في الأسماء والأحكام
مضى قول الخوارج إن الفاسق كافر في الدنيا، مخلد في النار يوم القيامة، يجوز سلب ماله، واستحلال دمه، واسترقاقه، وتطليق زوجته منه ولا تجوز الصلاة عليه أو دفنه مع المسلمين. . . . .، وهو في الآخرة يائس من رحمة الله، للجزم بأنه كافر ومخلد في نار جهنم.
أما المعتزلة فيوافقونهم في حكم يوم القيامة، وهو الحكم الأخروي، دون حكم الدنيا. فهؤلاء ضيقوا على الناس بمحاسبتهم بكبائرهم ومعاصيهم، فكم يبقى في الدين من رجل بعد هذا التشدد والتعسير؟! حيث من يبرئ نفسه من الوقوع في المعاصي أو ترك الواجبات. .
ولا يزال خطر أولئك الخوارج مستمرا، حتى ظهرت في هذا الزمان طائفة تنادي بأفكارهم، وتؤصل أصولهم، وهي جماعة شكري أحمد مصطفى (١٣٩٨هـ) في بلاد مصر وهي جماعة التكفير والهجرة وقد تأثر بهذه الجماعة وأقوالها طوائف من قليلي العلم والبصيرة من الشباب العاطفي المندفع، وطوائف من الدعوات الحركية وحزب التحرير وغيرهم. ومن أقوال شكري (١) . في مرتكب المعصية:
_________
(١) حرصت على الوقوف على أقوال الجماعة من خلال رسالتيهم: الحجيات وإجمال تأويلاتهم والرد عليها، لكن ضُنَّ بها عليَّ. لهذا اعتمدت على ما نقله منها صاحب «الحكم بغير ما أنزل الله وأهل الغلو فيه» ص ١٦٧، فقد صرح أنه أخذ من تلك الرسائل مباشرة، ولعل الله يسهل الوقوف عليها.
1 / 61