الجذور التاريخية لحقيقة الغلو والتطرف والإرهاب والعنف
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
«فمنهم من يقول: إن الإقرار باللسان ركن زائد ليس بأصلي، وإلى هذا ذهب أبو منصور الماتريدي ﵀، ويروى عن أبي حنيفة ﵁» اهـ.
قلت: أما قول أبي حنيفة فهو غريب عنه، إذ إن المشهور عنه ﵀ كما في شرح الفقه الأكبر (١) قوله: «الإيمان هو الإقرار والتصديق، وإيمان أهل السماوات لا يزيد ولا ينقص من جهة المؤمن به، ويزيد وينقص من جهة اليقين والتصديق، والمؤمنون مستوون في الإيمان والتوحيد، متفاضلون في الأعمال» اهـ.
وهذا الذي اشتهر عند الحنفية وذكره شارح الطحاوية هو ما قرره أبو جعفر الطحاوي الحنفي في عقيدته، ولذا يسمون عند أهل العلم «مرجئة الفقهاء» .
أما قول أبي منصور الماتريدي فلم أقف عليه، ولو صح لكان خلافه مع الجهمية - أصحاب المعرفية؛ بأن الإيمان معرفة بالقلب بالله ورسوله - خلافا لفظيا إذ إن اللسان ركن زائد ليس أصليا.
وعلى هذا فالمرجئة مراتب هي:
١ - المرجئة المحضة، القائلون بأن الإيمان هو المعرفة بالقلب فقط، والكفر هو الجهل.
٢- عوام المرجئة «الكرامية» القائلون بأن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط.
_________
(١) ص ١٢٤-١٢٩ من «شرح الفقه الأكبر» لأبي حنيفة للملأ علي قارئ الهروي.
1 / 51