اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

موسى بن راشد العازمي ت. غير معلوم
78

اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

الناشر

المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

قَالَ العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ (١) ﵁ يَمْدَحُ الرَّسُولَ ﷺ: وأنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتْ ... الأرْضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الأُفُقُ فَنَحْنُ في ذَلِكَ الضِّيَاءِ وَفِي ... النُّورِ وَسُبُلِ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ * خِتَانُ رسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ سَابِعِهِ وتَسْمِيَتُهُ مُحَمَّدًا: وَلَمَّا كَانَ اليَومُ السَّابعُ مِنْ وِلادَتِهِ ﷺ خَتَنَهُ عَبْدُ المُطَّلِبِ عَلَى عَادَةِ العَرَبِ، وعَقَّ عَنْهُ بِكَبْشٍ، وجَعَلَ لَهُ مَأْدُبَةً، وسَمَّاهُ مُحَمَّدًا (٢) ﷺ ولَمْ يَكُنِ العَرَبُ يَأْلَفُونَ هَذَا الاِسْمَ، فَاسْتَغْرَبَهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ، وسَأَلُوا عَبْدَ المُطَّلِبِ فَقَالُوا: لِمَ رَغِبْتَ بهِ عَنْ أَسْمَاءِ أهْلِ بَيْتِهِ؟ فَأَجَابَهُمْ: أرَدْتُ أَنْ يَحْمَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ وخَلْقُهُ فِي الأَرْضِ (٣). وقِيلَ سَبَبُ تَسْمِيَتِهِ مُحَمَّدًا: أَنَّ عَبْدَ المُطَّلِبِ كَانَ مُسَافِرًا إِلَى الشَّامِ مَعَ

(١) هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم عَمُّ النبي ﷺ، وُلِدَ قبل الرسول ﷺ بسنتين، وكان ﵁ من أطْوَلِ الرجال، وأحسنِهِم صُورة، وأبْهَاهُم، وأجْهَرِهِم صَوتًا، مع الحلم الوافر، والسُؤْدَة، وكان قد وُكِلَ إليه في الجاهلية السِّقَاية والعِمَارة، وحضَرَ بيعَةَ العَقَبَة مع الأنصار قَبْلَ أن يُسْلِم، وأسلم ﵁ قبل الفتح، ومات ﵁ بالمدينة سنة ٣٢ هـ. انظر أسد الغابة (٢/ ٥٤٣). (٢) قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ٦٦٩): قال بعض العلماء: ألهَمَهُمُ اللَّه ﷿ أن سمُّوه محمدًا؛ لما فيه من الصِّفات الحَمِيدة؛ ليَلْتَقِي الاسم والفعل، ويتطابَقَ الاسم والمُسَمَّى في الصُّورة والمعنى، كما قال حسَّان بن ثابت ﵁: وشَقَّ لهُ مِنِ اسمِهِ لِيُجِلَّهُ ... فذُو العرشِ مَحْمُودٌ وهذا محمدُ (٣) انظر دلائل النبوة للبيهقي (١/ ١١٣).

1 / 81