170

اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

الناشر

المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

﴿اقْرَأْ بِاسْمِ (١) رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾. فَرَجَعَ بِهَا (٢) رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ (٣)، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَهَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ ﵂، فَقَالَ: "زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي" (٤)، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ (٥)، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ، وَأَخَبَرَهَا الْخَبَرَ: "لَقَدْ خَشِيتُ (٦) عَلَى نَفْسِي"، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا (٧) وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا (٨)، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ

(١) قال الإمام النووي في شرح مسلم (٢/ ١٧٢): هذا دليلٌ صريحٌ في أَنَّ أوَّلَ ما نزلَ من القرآن اقرأ، وهذا هو الصواب الذي عليهِ الجماهيرُ مِنَ السَّلَفِ والخَلَفِ. (٢) قال الحافظ في الفتح (١/ ٣٦): أي بالآياتِ أو بالقِصَّةِ. (٣) قال الحافظ في الفتح (١٤/ ٣٨١): الحكمةُ في العُدُولِ عن القَلْبِ إلى الفُؤَادِ أن الفُؤَادَ وِعَاءُ القَلْبِ على ما قاله أهل اللغة، فإذا حصل للوعاءِ الرَّجَفَانُ حصلَ لِمَا فيهِ، فيكونُ في ذكْرِهِ من تعظيمِ الأمرِ ما ليس في ذِكْرِ القَلْبِ. (٤) قال الإمام النووي في شرح مسلم (١/ ١٧٣): معنى زَمِّلُونِي أي: غَطُّونِي بالثياب، ولُفُّونِي بها. وقال الحافظ في الفتح (٩/ ٧٣٩): قال ﷺ ذلك لشدَّةِ ما لَحِقَهُ من هَوْلِ الأمر، وجرَتِ العادة بسُكُونِ الرِّعْدَةِ بالتَّلْفِيفِ. (٥) قال الحافظ في الفتح (١/ ٣٦): الرَّوْعُ: أي الفَزَعُ. (٦) قال الحافظ في الفتح (١/ ٣٦): والخشيةُ المذكورةُ اختلفَ العلماءُ في المُرَادِ بها على اثْنَيْ عَشَرَ قولًا. . . وأولى هذه الأقوال بالصواب، وأسلمها من الارتياب هوَ المَوْتُ من شِدَّةِ الرُّعْبِ أو المَرَضِ. (٧) قال الحافظ في الفتح (١/ ٣٦): معناهَا النَّفْي والإبعَادُ. (٨) قال ابن القيم في زاد المعاد (٣/ ١٧): انظر كيفَ استَدَلَّتْ ﵂ بما فيه ﷺ مِنَ الصِّفَاتِ الفاضلةِ، والأخلاقِ والشِّيَمِ، على أَنَّ مَنْ كان كذلك لا يُخْزَى أبدًا، فَعَلِمَتْ ﵂ بكمَالِ عَقْلهَا وفِطْرَتِهَا، أن الأعمال الصالحةَ، والأخلاقَ الفاضلةَ =

1 / 173