اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون
الناشر
المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
ﷺ: "إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ، لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ" (١).
فَلَمْ تُصِب هَذِهِ السَّرِيَّةُ هَبَّارَ بنَ الأَسْوَدِ، فَأَهْدَرَ الرَّسُولُ ﷺ دَمَهُ فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَعَاشَ إِلَى خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَانَ ﵁ (٢).
* فِدَاء العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ﵁-:
مِنْ بَيْنِ الأَسْرَى العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ ﵁، أَسَرَهُ أَبُو اليَسَرِ كَعْبُ بنُ عَمْرٍو الخَزْرَجِيُّ الأَنْصَارِيُّ ﵁ كَمَا ذَكَرْنَا.
وَكَانَ العَبَّاسُ ﵁ رَجُلًا طَوِيلًا (٣)، فَلَمَّا أُتِيَ بِهِ أَسِيرًا إِلَى المَدِينَةِ طَلَبَتِ الأَنْصَارُ ثَوْبًا يُلْبِسُونَهُ، فَلَمْ يَجِدُوا قَمِيصًا يَصْلُحُ لَهُ، إِلَّا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ المُنَافِقِ، فكَسَاهُ إِيَّاهُ، وَهُوَ نَفْسُ القَمِيصِ الذِي كَفَّنَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَبْدَ اللَّهِ بنَ سَلُولٍ المُنَافِقَ لَمَّا مَاتَ، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ ﵄ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ أُتِيَ بِأُسَارَى وَأُتِيَ بِالعَبَّاسِ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْبٌ، فنَظَرَ النَّبِيُّ ﷺ لَهُ قَمِيصًا، فَوَجَدُوا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ يُقَدَرُ عَلَيْهِ، فكَسَاهُ النَّبِيُّ ﷺ إيَّاهُ،
(١) أورد الحافظ في الفتح (٦/ ٥٥٩ - وسكت عليه - وانظر سيرة ابن هشام (٢/ ٢٦٨).
(٢) انظر فتح الباري (٦/ ٢٥٩).
(٣) قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (٢/ ٧٩) في ترجمة العباس ﵁: كان من أطوَلِ الرجال، وأحسَنِهِم صورة، وأبْهَاهُم، وأجْهَرِهِم صوتًا، مَعَ الحِلْمِ الوَافر، والسُّؤْدُدِ.
2 / 474