اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون
الناشر
المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
وَاللَّهِ لا أَبْعَثُكَ فِي حَاجَةٍ أَبَدًا، وَلَا تُفَارِقُنِي بَعْدَ هَذَا أبدًا (١)
* جُلُوسُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَلَى فِرَاشِ عَبْدِ المُطَّلِبِ:
وكَانَ يُوضَعُ لِعَبْدِ المُطَّلِبِ، فِرَاشٌ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، فكَانَ بَنُوهُ يَجْلِسُونَ حَوْلَ فِرَاشِهِ ذَلِكَ حتَّى يَخْرُجَ إِلَيْهِ، ولا يَجْلِسُ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ بَنِيهِ إجْلَالًا لِعَبْدِ المُطَّلِبِ فكَانَ الرَّسُولُ ﷺ يَأْتِي وهُوَ غُلَامٌ جَفْرٌ، حتَّى يَجْلِسَ عَلَيْهِ، فَيَأْخُذَهُ أعْمَامُهُ لِيُؤَخِّرُوهُ عَنْهُ، فيَقُولُ عَبْدُ المُطَّلِبِ: دَعُوا ابْنِي يَجْلِسُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ لَهُ لَشَأْنًا، ثُمَّ يُجْلِسُهُ مَعَهُ عَلَى الْفِرَاشِ، وَيَمْسَحُ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، وَيَسُرُّهُ مَا يَرَاهُ يَصْنَعُ (٢).
* وَفَاةُ عَبْدِ المُطَّلِبِ:
ولَمَّا بَلَغَ الرَّسُولُ ﷺ ثَمَانِي سَنَوَاتٍ تُوُفِّيَ جَدُّهُ عَبْدُ المُطَّلِبِ.
قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: ثُمَّ كَانَ ﷺ في كَفَالَةِ جَدِّهِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، إلَى أَنْ تُوُفِّيَ وَلَهُ مِنَ العُمُرِ ﷺ ثَمَانِ سِنِينَ (٣).
وَقَالَ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَكَفِلَهُ جَدُّهُ عَبْدُ المُطَّلِبِ، وتُوُفِّيَ ولرَسُولِ اللَّهِ ﷺ نَحْوُ ثَمَانِ سِنِينَ (٤).
(١) أخرجه الحاكم في المستدرك - رقم الحديث (٤٢٤٠) - وصححه، ووافقه الذهبي. (٢) أخرج ذلك: البيهقي في دلائل النبوة (٢/ ٢٢) - وابن إسحاق في السيرة (١/ ٢٠٥) - وإسناده حسن. (٣) انظر تفسير ابن كثير (٨/ ٤٢٦). (٤) انظر زاد المعاد (١/ ٧٥).
1 / 107