كنز الذهب والفضة
ومن الموجبات لعذاب القبر: كنز الذهب والفضة، والذي لا يؤدي زكاة ماله، والذي لا يراعي حق ربنا في الزكاة، وعقابًا أن يأتيه ثعبان أخبر الحبيب عنه فقال: (ثعبان أقرع له زبيبة) فيعذبه على عدم إخراجه للزكاة.
وأخبر رسول الله ﵊ عما يوجب العذاب فقال: (يا معشر النساء أكثرن من الصدقة؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار، قلن: ولم يا رسول الله؟ قال: إنكن تكثرن اللعن، وتكفرن العشير)، فالتي تؤذي زوجها بلسانها تتعرض للسخط الإلهي.
وقد جاء في حديث النبي ﵊: (من باتت وزوجها غضبان عليها باتت الملائكة تلعنها حتى تصبح أو حتى تنزع) أي: حتى تسترضيه، وقال ﵊: (ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ قالوا: نعم يا رسول الله! قال: النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، ونساؤكم من أهل الجنة: الولود الودود، التي إن غضبت من زوجها أو غضب منها زوجها دخلت عليه حجرته وصافحته وقالت: لن أذوق غمضًا حتى ترضى عني، هي في الجنة، هي في الجنة، هي في الجنة).
وكان سيدنا عمر ﵁ يوصي النساء من أهل بيته فيقول لإحداهن: يا بنيتي هذا جنتك أو نارك، إن أطعتيه ستدخلي الجنة -أي: في طاعة الله-، وإن عصيتيه ستدخلي جهنم، إلى درجة أنه وصل الأمر أن يقول الحبيب المصطفى ﷺ: (من طلب زوجته -لحقه الشرعي- وهي على قتب -أي: فوق ظهر جمل- فمنعت نفسها منه باتت الملائكة تلعنها)، وويل لمن تلعنه الملائكة، فيجب على المرأة أن تتجنب إيذاء زوجها بلسانها، وإن تقدر ظروف حياته ولا تحمله فوق طاقته.
وقد تحمِّل المرأة الزوج فوق الطاقة سواءً المادية أو المعنوية، وهذا مثله مثل القتل فإنه نوعان: قتل مادي وقتل معنوي، فالقتل المادي: أن يُضرب واحد بحديدة فيقتل، أو يدوسه بسيارة، أو يضربه بمسدس.
وأما ثاني نوعي القتل: أن أدخل الاكتئاب والحزن على مسلم أو مسلمة من المسلمين حتى يموت كمدًا، بمعنى: الإساءة، فهناك أشخاص ليلًا ونهارًا وهم تحت رقابة أهاليهم حتى يموت كمدًا، وهذا يحاسب على أنه قاتل يوم القيامة، ومثله مثل الموظف الذي يعاند موظفًا مسكينًا، فيضغط عليه إلى أن يخرجه من العمل.
إذًا من أنوع وأسباب موجبات عذاب القبر -والعياذ بالله-: من تؤذي جيرانها بلسانها، وتحمل زوجها فوق طاقته، وتؤذي زوجها أيضًا بلسانها، ولنسائنا في الصحابيات أسوة حسنة، فإن الواحدة منهن تقول لزوجها بالليل: ألك حاجة؟ يقول: جزاك الله خيرًا! تقول: أتدعني أصلي لربي الليلة؟ فتستأذنه أن تتنفل وتتهجد لله.
ويجب على الزوجة من أجل أن تصوم الإثنين أو الخميس أن تستأذن من الزوج، فإنه يوجد أزواج يتضررون من صيام زوجاتهم الإثنين والخميس.
4 / 8