تناسق الدرر في تناسب السور = أسرار ترتيب القرآن

جلال الدين السيوطي ت. 911 هجري
94

تناسق الدرر في تناسب السور = أسرار ترتيب القرآن

محقق

عبد القادر أحمد عطا [ت ١٤٠٣ هـ]- مرزوق علي إبراهيم

الناشر

دار الفضيلة للنشر والتوزيع بالقاهرة

مكان النشر

[٢٠٠٢ م - ١٤٢٢ هـ]

تصانيف

سورة يوسف: أقول: وجه وضعها بعد سورة هود زيادة على الأوجه الستة السابقة: أن قوله في مطلعها: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ "٣" مناسب لقوله في مقطع تلك: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾ "هود: ١٢٠". وأيضًا فلما وقع في سورة هود: ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ "هود: ٧١"، وقوله: ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ "هود: ٧٣". وذكر هنا حال يعقوب مع أولاده، وحال ولده الذي هو من أهل البيت مع إخوته، فكان كالشرح لإجمال ذلك. وكذلك قال هنا: ﴿وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ﴾ "٦" فكان ذلك كالمقترن بقوله في هود١: ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ "هود: ٧٣". وقد روينا عن ابن عباس وجابر بن زيد في ترتيب النزول: أن يونس نزلت، ثم هود، ثم يوسف٢. وهذا وجه آخر من وجوه المناسبة في ترتيب هذه السور الثلاث؛ لترتيبها في النزول هكذا.

١ انظر: الدرر "٤/ ٤" وما بعدها. ٢ الإتقان "١/ ٩٧" نقلًا عن محمد بن الحارث بن أبيض في جزئه.

1 / 96