تناسق الدرر في تناسب السور = أسرار ترتيب القرآن

جلال الدين السيوطي ت. 911 هجري
108

تناسق الدرر في تناسب السور = أسرار ترتيب القرآن

محقق

عبد القادر أحمد عطا [ت ١٤٠٣ هـ]- مرزوق علي إبراهيم

الناشر

دار الفضيلة للنشر والتوزيع بالقاهرة

مكان النشر

[٢٠٠٢ م - ١٤٢٢ هـ]

تصانيف

سورة الأنبياء: قدمت ما فيها مستوفًى١، وظهر لي في اتصالها بآخر طه: أنه سبحانه لما قال: ﴿قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا﴾ "طه: ١٣٥"، وقال قبله: ﴿وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ "طه: ١٢٩". قال في مطلع هذه: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ﴾ "١" إشارة إلى قرب الأجل، ودنو الأمل المنتظر٢. وفيه أيضًا مناسبة لقوله هناك: ﴿وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ﴾ "طه: ١٣١" الآية. فإن قرب الساعة يقتضي الإعراض عن هذه٣ الحياة الدنيا؛ لدنوها من الزوال والفناء؛ ولهذا ورد في الحديث: أنها لما نزلت قيل لبعض الصحابة: هلا سألت النبي ﷺ عنها؟ فقال: "نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا"٤.

١ أي: في سورة طه. ٢ في "ظ": "المسمى". ٣ في "ظ": "زهرة". ٤ أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن عامر بن ربيعة "٢٥/ ٣٢٧"، وأخرجه ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية، كما ذكر السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور "٥/ ٦١٥" وفيه: عن أبي هريرة ﵁ في قوله تعالى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾ "١" عن أمر الدنيا، وذكره ابن كثير في تفسيره "٣/ ١٧٢، ١٧٣" وكذلك الشوكاني في فتح القدير "٣/ ٣٩٦" كلهم عن عامر بن ربيعة.

1 / 110