تناسق الدرر في تناسب السور = أسرار ترتيب القرآن

جلال الدين السيوطي ت. 911 هجري
87

تناسق الدرر في تناسب السور = أسرار ترتيب القرآن

محقق

عبد القادر أحمد عطا [ت ١٤٠٣ هـ]- مرزوق علي إبراهيم

الناشر

دار الفضيلة للنشر والتوزيع بالقاهرة

مكان النشر

[٢٠٠٢ م - ١٤٢٢ هـ]

تصانيف

وإلى براءة وهي من المئين١، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال عثمان: كان رسول الله ﷺ ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشئ دعا بعض مَن كان يكتب، فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل [بالمدينة] ٢، وكانت براءة من آخر القرآن نزولًا، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فقبض رسول الله ﷺ ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم٣، ووضعتها في السبع الطوال٤. فانظر إلى بن عباس ﵄ كيف استشكل على عثمان ﵁ أمرين: وضع الأنفال وهي قصيرة مع السور الطويلة، ووضعها هي وبراءة في أثناء السبع الطوال، مفصولًا بهما بين السادسة والسابعة، وانظر كيف أجاب عثمان ﵁ أولًا بأنه لم يكن

١ المئين: ما زادت آياتها على المائة أو قاربتها، وهي ما وليت الطوال "الإتقان: ١/ ٢٢٠". ٢ ما بين المعقوفين إضافة من "ظ"، ويؤيده ما في المصادر، وانظر: دلائل النبوة، للبيهقي "٧/ ١٥٣"، والمصاحف، لابن أبي داود ٣١، ٣٢. ٣ قال الباقلاني: إنما لم تكتب البسملة أول براءة؛ لأن النبي ﷺ أراد أن يعلم من بعده أن كاتبي فواتح السور لم يكتبوها برأيهم؛ وإنما اتبعوا ما سن وشرع، وإلا فلا فرق بين براءة وغيرها لو كان من طريق الرأي، وأيضًا فإن براءة نزلت بالسيف وبعض العهود، وفي البسملة رأفة ورحمة وأمان، فتُركت لأجل ذلك "نكت الانتصار لنقل القرآن: ٧٧، ٧٨". ٤ أخرجه أحمد في المسند "١/ ٥٧"، وأبو داود في الصلاة "١/ ٢٠٨"، والترمذي في التفسير "٨/ ٤٧٧، ٤٧٨" والحاكم في المستدرك "٢/ ٣٣٠"، وانظر الدر المنثور "٢/ ٢٠٧"، ومصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور "١/ ٤٤٣" وما بعدها، والانتصار للقرآن، للباقلاني "١/ ١٦٨" وما بعدها، وهذا الحديث يدور إسناده في جل رواياته على يزيد الفارسي الذي يذكره البخاري في الضعفاء، وقال الشيخ أحمد شاكر ﵀ في تعليق عليه بالمسند: لا أصل له.

1 / 89