114

الأحاديث الواردة في اللعب والرياضة

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٥ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية -الدمام

تصانيف

وأما راوي الوجه الثاني، فهو معمر، وهو وإن كان ثقةً ثبتًا فاضلًا (^١)؛ إلا أنه في روايته عن قتادة شيئًا، فقد قال معمرٌ نفسُه: «جلست إلى قتادة وأنا صغير، فلم أحفظ عنه إلا الأسانيد» (^٢)، وقال عبد الرزاق: «سمعت مالكًا يقول -وسألته عن معمر-، فقال: إنه لولا. قلت: لولا ماذا؟ قال: لولا رأيته عن قتادة» (^٣)، وقال ابن معين: «إذا حدثك معمر عن العراقيين فخَفْه إلا عن الزهري وابن طاوس؛ فإن حديثه عنهما مستقيم، وأما أهل الكوفة والبصرة فلا» (^٤)، وقال الدارقطني: «معمر سيء الحفظ لحديث قتادة والأعمش» (^٥)، وقال ابن رجب: «رواية معمر، عن قتادة ليست بالقوية» (^٦). وأما ما حكي عن معمر أنه قال: سمعت من قتادة وأنا ابن أربع عشرة، فما شيءٌ سمعت في تلك السنين إلا وكأنه مكتوبٌ في صدري» فحكايةٌ ضعيفةٌ، فقد أخرجها البخاري (^٧)، وابن أبي حاتم (^٨)، ويعقوب بن سفيان (^٩) كلهم من طريق محمد بن كثير، عن معمر، ومحمد بن كثير: ضعيف، خاصةً عن معمر، فقد قال عبد الله بن أحمد: «ذكر أبي محمد بن كثير، فضعفه جدًّا، وضعف حديثه عن معمر جدًّا» (^١٠)، وقال العقيلي: «حدث عن معمر بمناكير لا يُتابع عليها» (^١١). وبناءً على ترجيح الوجه الأول، فالإسناد لا يزال ضعيفًا. ويغني عنه حديث بريدة وأبي موسى السابقان.

(^١) التقريب (٦٨٠٩). (^٢) تاريخ ابن أبي خيثمة ٣/ ٣٢٧. (^٣) المعرفة والتاريخ ٢/ ٢٨١. (^٤) شرح علل الترمذي ٢/ ٥٠١ - ٦١٢. (^٥) العلل ٢١/ ٢٢١. (^٦) فتح الباري ١/ ٢٩٩. (^٧) التاريخ الكبير ٧/ ٣٧٨، والأوسط ٢/ ١١٥. (^٨) الجرح والتعديل ٨/ ٢٥٥. (^٩) المعرفة ٢/ ٨٥. (^١٠) العلل ٣/ ٢٥١. (^١١) الضعفاء ٤/ ١٢٨.

1 / 121