190

المرشد إلى فهم أشعار العرب

الناشر

دار الآثار الإسلامية-وزارة الإعلام الصفاة

رقم الإصدار

الثانية سنة ١٤٠٩ هـ

سنة النشر

١٩٨٩ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

وهذا الكلام لا يخفى لينه، وما فيه من الذهاب بالشعر مذهب الخطب النثرية مثلما ذكرنا آنفًا عن رائية الأعشى. والسريع الثاني والثالث كثيران عند السيد الحميري من المولدين، بحسب ما نجد مما وصلنا من نتفه، كقوله في أهل البصرة وقد خرجوا يستسقون (١): اهبك إلى الأرض فخذ جلمدًا ... ثم ارمهم يا مزن بالجلمد لا تسقهم من سبل قطرة ... فإنهم حرب بني أحمد وكقوله يهنيء العباسيين بالخلافة (٢): دونكموها يا بني هاشم ... فجددوا من مجدها الدارسا دونكموها فالبسوا تاجها ... لا تعدموا منكم له لابسا قد ساسها من قبلكم ساسة ... لم يتركوا رطبا ولا يابسا وكقوله في علي (٣): أقسم بالله وآلائه ... والمرء عما قال مسئول إن علي بن أبي طالب ... على التقى والبر مجبول (وهذا من السريع الثالث)، وكقوله (٤): فالناس يوم الحشر راياتهم ... خمس فمنها هالك أربع قائدها العجل وفرعونهم ... وسامري الأمة المفظع

(١) الأغاني ٧ - ٢٥٠. (٢) نفسه ٧ - ٢٤٠. (٣) نفسه ٧ - ٢٤٧. (٤) نفسه ٧ - ٢٥٢.

1 / 195