الهادي والمهتدي
الناشر
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
تصانيف
لأبي بكر، بل أول من سبق لمبايعة أبي بكر رجل من الأنصار، تلاه عمر، وتتابع الناس رضا بأبي بكر، لم تكن البيعة بسيف أبي بكر، ولا بمال تألفهم به، ولا بقهر عشيرة، بل بالسابقة والفضل المستحق، وصدق فيه قول رسول الله ﷺ: «معَاذ الله أَن يختَلف المؤمِنونَ فِي أبي بكر» (١)، وما جنوا من ذلك إلا العدل والإحسان فكانت خلافة أبي بكر ﵁ قَدَرًا فيه الخير الذي أراده الله ﷿ للأمة المحمدية، ولو لم يرد الله ذلك لأبي بكرـ وربنا الفعال لما يريد - ما كان لأبي بكر ولا غيره أن يَمْكُن من ذلك، ولكن الله قدر، فله الحمد والمنة، وكل من لم يرض بخلافة أبي بكر فقد سخط قدر الله ﷿ ورحمته لعباده المؤمنين، فإن خلافته نواة الوحدة الإسلامية، بعد رسول الله ﷺ، والعجب أن أبا بكر ﵁ بعد أن رضيه المهاجرون والأنصار، خلفا لرسول الله ﷺ وليا لأمر الأمة المحمدية طلب الإقالة، روى علي بن أبي طالب ﵁ قال: "قام أبو بكر بعدما استخلف بثلاث، فقال: من يَستَقيلُني بيعتي فأقيله؟، فقلت: والله لا نقيلك، ولا نستقيلك، من ذا الذي يؤخرك وقد قدمك رسول الله ﷺ " (٢)، هذا كلام علي ابن أبي طالب ﵁ الحكم العدل في خلافة أبي بكر ﵁.
الوحدة الإسلامية في عهد أبي بكر ﵁ -:
حرصُ أبي بكر على وحدة الأمة المحمدية كان شغله الشاغل لا غيره، وقد نتج عن ذلك الحرص نجاح عظيم في صمود الحق أمام الباطل، فكان موقفه من الخلافة لبنة قوية في بناء الوحدة المحمدية، بناء أقامه رسول الله ﷺ بين المهاجرين والأنصار، وبعد ذلك سائر المؤمنين، وكان موقف أبي بكر ﵁ من تسيير جيش أسامة ﵁ فتحا عظيما، وسعة في رقعه البلاد ووحدة الأمة المحمدية، وكان موقفه من الردة ضربة للباطل ونصرا مؤزرا للإسلام وأهله، وقوة لوحدة الأمة المحمدية، فالمسلمون أسس وحدتهم رسول الله ﷺ على أربع ركائز، والخامسة حمايتها، إذ لا تقوم وحدتهم إلا بها محقَّقَة في حياتهم حتى لقاء الله ﷿، وهذا الذي جعل أبا بكر ﵁ يتحمل الأمانة، من غير طمع في الدنيا وزخارفها،
(١) مسند الطيالسي حديث (١٦١١). (٢) مختصر تاريخ دمشق (٤/ ٢٩١).
1 / 66