53

الهادي والمهتدي

الناشر

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

تصانيف

وبالطبع علي ﵁ رابع الخلفاء، وهو القائل ﵁: "خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، وبعد أبي بكر: عمر، ولو شئت أن أسمي لكم الثالث لفعلت" (١)، ولا ريب أن الثالث عثمان، وقد روى محمد بن علي بن أبي طالب: المعروف بابن الحنفية قال: قلت لأبي: "يا أبت، من أفضل هذه الأمة بعد النبي ﷺ؟ قال: سبحان الله يا بني: أبو بكر. قال: قلت: ثم من؟ قال: سبحان الله يا بني: عمر. قال: قلت: ثم أنت يا أمير المؤمنين؟ قال: لست هناك، ثم أنا بعد ذلك رجل من المسلمين، لي ما لهم، وعليّ ما عليهم" (٢). يفهم من قول علي ﵁: "لست هناك" أنه ﵁ يعلم موقعه في الخلافة، وأنه ليس بعد عمر ﵁، ولذلك بايع عمر ولم ينازعه، ولما كان موقعه بعد عثمان بايعه الصحابة فقام لذلك، ولم ينازعه معاوية ﵁ في الخلافة بل في المطالبة بقتل قتلة عثمان ﵁، وقد كان أمر مراتب الخلافة عندهم من البدهيات، ولذلك كان الحادي يحدو بعثمان وهو يقول: إن الأمير بعده علي ... وفي الزبير خلف رضي. قال كعب: ولكنه صاحب البغلة الشهباء، يعني معاوية، فقيل لمعاوية: إن كعبا يسخر بك ويزعم أنك تلي هذا الأمر، قال: فأتاه فقال: يا أبا إسحاق، وكيف وهاهنا علي والزبير وأصحاب محمد، قال: «أنت صاحبها» (٣). وفي قول معاوية هذا دلالة على أنه يعلم رتبة عليّ ﵁ في الخلافة وأنها بعد عثمان، ويعلم أن الزبير أحق منه بها بعد علي ﵃، ولعل كعب الأحبار ﵀ قال ما قال لمعاوية ﵁ إما لعلم عنده من الكتاب؛ "التوراة" أو من قول رسول الله ﷺ: «الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك» وهو الأولى عندي، قال سفينة للراوي عنه وهو سعيد بن جمهان: "أمسك خلافة أبي بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان، ثم أمسك خلافة علي بن أبي طالب ﵃ أجمعين" (٤)، وقال رسول

(١) السنة لابن أبي عاصم حديث (١٢٠١). (٢) السنة لابن أبي عاصم حديث (١٢٠٧). (٣) مصنف ابن أبي شيبة حديث (٣٧٠٩٣). (٤) الإبانة عن أصول الديانة ١/ ٢٥٧.

1 / 57