الفوز العظيم والخسران المبين في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
أُحدٍ، وغِلَظُ جلده مسيرة ثلاث» (١).
وقال ﷾: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ﴾ (٢).
وقال سبحانه: ﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾ (٣)، قد بدت أسنانهم ككلوح الرأس النضيج، أو المُشَيَّط بالنار، حتى بدت أسنانهم، وتقلَّصت شفاههم (٤).
وقال تعالى: ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا الله وَأَطَعْنَا الرَّسُولاْ﴾ (٥).
وإنَّما عَظُمَ خَلْق الكافر في النار ليعظُم عذابُه، ويُضاعَف ألمه وعقابه، ولا شكّ أن أهل النار يتفاوتون في العذاب، كما عُلِمَ من الكتاب والسنة، بدليل الحديث الآخر (٦)، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي ﷺ قال: «يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذرّ في صور الرجال، يغشاهم الذُّلُّ من كل مكان، يُساقون إلى سِجْنٍ في جهنم، يُسمَّى بولس، تعلوهم نارُ الأنيار، يُسقون من عصارة أهل النار طينة الخَبَال» (٧).
_________
(١) أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، برقم ٢٨٥١.
(٢) سورة النساء، الآية: ٥٦.
(٣) سورة المؤمنون، الآية: ١٠٤.
(٤) التخويف من النار لابن رجب، ص١٧١.
(٥) سورة الأحزاب، الآية: ٦٦.
(٦) فتح الباري، ١١/ ٤٢٣.
(٧) أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة، باب ٤٧، برقم ٢٤٩٢، وأحمد، ٢/ ١٧٩، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، ٢/ ٣٠٤، وفي صحيح الجامع، ٦/ ٣٢٧.
1 / 70