الفرائد الحسان في عد آى القرآن
الناشر
مكتبة الدار بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
الأولى ١٤٠٤ هـ
تصانيف
وأقول: أمرت في هذا البيت برد أي بعدم عد قوله تعالى: ﴿فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ﴾ للمدني الثاني فيكون معدودا للباقين. وتقييد لفظ السامري بألقى للاحتزاز عن غيره وهو ﴿وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِي﴾ و﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ﴾ فهذان الموضعان معدودان اتفاقا. ثم أمرت بعد قوله تعالي: ﴿وَعْدًا حَسَنًا﴾ وقوله قولا الذي بعده "ولا" وهو ﴿أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا﴾ للمدني الثاني فيكون هذان الموضعان متروكين لغيره، فالضمير في قولي: "له" يعود على المدني الثاني. وتقييد "قولا" بوقوعه قبل ولا للاحتراز عن قوله تعالى: ﴿وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا﴾ فإنه معدود إجماعا.
قلت:
إله موسى عند مك رويا ... مع أول ولهما اترك نسيا
وأقول بينت أن قوله تعالى: ﴿وَإِلَهُ مُوسَى﴾ روى عده عن المكي والمدني الأول فيكون متروكا للباقين. وتقييد موسى بوقوعه بعد لفظ "إله" للاحتراز عن غيره كما سبق. ثم أمرت بترك عد قوله تعالى: ﴿فَنَسِي﴾ للمكي والمدني الأول. فيكون معدودا للباقين فمن يعد ﴿وَإِلَهُ مُوسَى﴾ لا يعد ﴿فَنَسِي﴾ وبالعكس.
قلت:
رأيتهم ضلوا لكوف اعددا ... وصفصفا عن الحجازي ارددا
وأقول: أمرت بعد قوله تعالى: ﴿إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا﴾ للكوفي فيكون متروكا للباقين، وبعدم عد ﴿قَاعًا صَفْصَفًا﴾ للحجازي -المدنيين والمكي- فيكون معدودا للعراقيين والشامي.
قلت:
مني هدى وثاني الدنيا يرد ... كوف وحمصي وضنكا عنه عد
1 / 46