القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢١هـ/٢٠٠١م
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
وقد أنكر قولهم هذا من أدركه من السلف والأئمة، لما يلزم عليه من اللوازم الباطلة، المتضمنة لوصفه بالنقائص، وإنكار علوه على خلقه.
وكيف يمكن أن يقول قائل: إن الله تعالى بذاته في كل مكان، أو أنه مختلط بالخلق، وهو سبحانه قد ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾، ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾؟.
خامسا: هذه المعية لا تناقض ما ثبت لله تعالى من علوه على خلقه واستوائه على عرشه، فإن الله تعالى قد ثبت له العلو المطلق: علو الذات وعلو الصفة، قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾، وقال تعالى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾، وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ .
وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة على علو الله تعالى
أما أدلة الكتاب والسنة فلا تكاد تحصر، مثل قوله تعالى: ﴿فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾، وقوله: ﴿أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا﴾، وقوله: ﴿تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾، وقوله: ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ﴾ . إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.
ومثل قوله ﷺ: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء"،
1 / 100