القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
54

القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى

الناشر

الجامعة الإسلامية

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٢١هـ/٢٠٠١م

مكان النشر

المدينة المنورة

تصانيف

"مجموع الفتاوى" لابن القاسم: (ثم هذه المعية تختلف أحكامها بحسب الموارد، فلما قال: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا﴾ إلى قوله: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها: أنه مطلع عليكم، شهيد عليكم، ومهيمن، عالم بكم، وهذا معنى قول السلف إنه معهم بعلمه (١)، وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته. وكذلك في قوله: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ إلى قوله: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ الآية. ولما قال النبي ﷺ لصاحبه في الغار: "لا تحزن إن الله معنا" كان هذا أيضا حقا على ظاهره، ودلت الحال على أن حكم هذه المعية هنا معية الإطلاع والنصر والتأييد) . ثم قال: "فلفظ المعية قد استعمل في الكتاب والسنة في مواضع يقتضي في كل موضع أمورًا لا يقتضيها في الموضع الآخر. فإما أن تختلف دلالتها بحسب المواضع، أو تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها، وإن امتاز كل موضع بخاصية، فعلى التقديرين ليس مقتضاها أن تكون ذات الرب ﷿ مختلطة بالخلق، حتى يقال: قد صرفت عن ظاهرها" اهـ. ويدل على أنه ليس مقتضاها أن تكون ذات الرب ﷿ مختلطة بالخلق: أن الله تعالى ذكرها في آية المجادلة بين ذكر عموم علمه في أول الآية وآخرها، فقال: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ

١ كان هذا معنى قول السلف: إنه معهم بعلمه. لأنه إذا كان معلوما أن الله تعالى معنا مع علوه، لم يبق إلا أن يكون مقتضى هذه المعية أنه تعالى عالم بنا، مطلع شهيد، مهيمن، لا أنه معنا بذاته في الأرض.

1 / 55