أصول الوصول إلى الله تعالى
الناشر
المكتبة التوفيقية
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
وبدنك مع أبدان المذنبين، وأقبل على تعلم الإخلاص، فوالله ان علمه خير العلم، وفقهه الفقه كل الفقه.
يا اخوتاه، الإخلاص مسك القلب، وماء حياته ومدار فلاحه كله عليه، نعم: بضاعة الاخرة لا يرتفع فيها الا مخلص صادق.
ولا نجاة ولا فقه الا مع سير السلف الصالحين، فقد كان الشيوخ في قديم الزمان أصحاب قدم.
والطلاب أصحاب ألم، فذهب القدم والألم، اليوم غصة ولا قصة، وان التربية بالقدوة خير وسائل التربية، والحكايات عن سلفنا جند من جنود الله - تعالى - يثبت الله بها قلوب أوليائه ".
قال الامام أبو حنيفة: الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلى من كثير من الفقه، لأنها آداب القوم واخلاقهم، قال الله - تعالى - " لقد كان في قصصهم عبرة لاولى الالباب " (يوسف: ١١١)، وقال - تعالى - لنبيه " اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " (الانعام: ٩٠).
وانطلاقا من هذا الكلام الطيب، فان الحديث عن الإخلاص والمخلصين، وهاك طرفا منه:
الصلاة:
قال أبو تميم بن مالك: كان منصور بن المعتمر اذا صلى الغداة، أظهر النشاط لأصحابه، فيحدثهم ويكثر اليهم، ولعله انما بات قائما على أطرافه كل ذلك يخفى عليهم العمل.
1 / 94