أصول الوصول إلى الله تعالى
الناشر
المكتبة التوفيقية
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
منهم في سورة الانعام: " ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون " (الانعام: ٨٨) بل قال مخاطبا نبيه محمد ﷺ: " ولقد أوحى إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكوننّ من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين " (الزمر: ٦٥ - ٦٦).
ومن خطورة أمر التوحيد أن الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل، لذا علمك النبى ﷺ أن تقول كل يوم مرارا " اللهم انى أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه ". [صحيح الأدب المفرد]
ومن خطورة أمر التوحيد الخوف على التوحيد، قال الله ﷾ حاكيا عن إبراهيم ﵇ دعوته " واجنبنى وبنى أن نعبد الاصنام " (إبراهيم: ٣٥) ..
فهذا إبراهيم خليل الله يخاف على توحيده، فيطلب التثبيت عليه ويطلب لبنيه ألا يحيدوا عنه.
ومن خطورة التوحيد أنه قد يلتبس على العبد قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في " الفوائد ":
" التوحيد ألطف شىء وأنزهه وأنظفه وأصفاه، فأدنى شىء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه، فهو كأبيض ثوب يكون، يؤثر فيه أدنى أثر، وكالمرآة الصافية جدا، أدنى شىء يؤثر فيها.
ولهذا تشوّشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية، فان بادر صاحبه وقلع ذلك الأثر بضده، والا استحكم وصار طبعا يتعسر عليه قلعه.
1 / 80